fbpx

اليمن: سفن العيسي تتسبب مجدداً بكارثة بيئية

حلم أخضر – فريق التحرير

مجدداً، تسببت ناقلة نفط متهالكة تابعة لرجل الأعمال والمسؤول الحكومي النافذ، احمد العيسي، بحدوث تسرب نفطي، منذ مطلع يوليو/تموز الجاري، في سواحل عدن جنوب اليمن.

ورصدت الهيئة العامة للشؤون البحرية، بقع زيتية في سواحل البريقة بعدن، تسربت من الناقلة «Pearl of Athena»، المملوكة لشركة «عبر البحار».

ونشرت هيئة الشؤون البحرية بمحافظة عدن، تقريراً عقب نزول فريقها الميداني إلى سواحل البريقة، بعد تلقيها بلاغات عن تسرب نفطي.

ورصد فريق الشؤون البحرية، الذي باشر بالنزول الميداني يوم الجمعة 22 يوليو 2022، رائحة نفاذة لمادة البترول، وتشتت انتشار الزيت.

باخرة لؤلؤة اثينا وبقعة الزيت المتسربة منها/ الصورة: هيئة الشؤون البحرية، عدن
تلوث في ساحل البريقة من باخرة لؤلؤة اثينا التابعة للعيسي/ تصوير: بسام القاضي

وبحسب تقرير هيئة الشؤون البحرية، فإن الناقلة «لؤلؤة أثينا» تابعة لشركة «عبر البحار» المملوكة للمسؤول الحكومي النافذ، أحمد صالح العيسي.

وكان وزير النقل عبد السلام حميد، قام بتوجيه مؤسسة موانئ خليج عدن، وهيئة الشؤون البحرية، بحجز السفينة وتوثيق الحادثة.

ووجه وزير النقل، بتشكيل لجنة لمكافحة التلوث من المختصين بهيئة الشؤون البحرية، وهيئة البيئة، وإجراء تقييم لمستوى التلوث بالبحر والشواطئ.

وطالب وزير النقل، الجهات المختصة في لجنة مكافحة التلوث، برفع قضية للمحكمة حول التلوث النفطي، وتحديد حجم الأضرار والخسائر.

وتعد هذه رابع حادثة يرصدها «حلم أخضر» منذ 2013، تتسبب فيها سفن الوقود المتهالكة التابعة لشركة العيسى، بحدوث التلوث البحري.

خريطة انتشار بقع النفط من باخرة لؤلؤة اثينا في عدن/ هيئة الشؤون البحرية
بقعة نفطية مرصودة عبر الاقمار الصناعية في ميناء عدن/ بواسطة: فاروق مقبل الكمالي

عدن: تسرب النفط يمتد 14 كم

وفي تعليقات لمختصين بمراقبة الكوارث عبر الخرائط، قال مدير مشروع نزع السلاح الإنساني في PAX، ويم زويجنينبورج، ان التسرب بدأ في 5 يوليو.

وقال ويم، في تغريداته على تويتر، «ما يزال ميناء عدن، يواجه مصادر متعددة للتلوث النفطي، منذ 5 يوليو الجاري مع تسرب نفطي بسمك 14 كيلومتراً مرئياً».

وأضاف: «المزيد من الانسكابات النفطية التي شوهدت بعدن من مختلف السفن، بين 5 -21 يوليو، وقد تسبب عبئًا بيئيًا إضافيًا على النظم البيئية البحرية المتضررة بالفعل».

سفن العيسي: مصدر حوادث التلوث

طيلة السنوات العشر الماضية، تعرضت البيئة البحرية في اليمن، للكثير من الحوادث والجرائم البيئية التي تسببت بها ناقلات تخزين الوقود.

أكبر تلك الحوادث، سببتها سفن تابعة لشركة العيسي، جراء انسكابات شديدة، وتسرب الآلاف الأطنان من النفط والمازوت داخل المياه اليمنية.

وقد أدت جميعها، إلى تلويث مساحات شاسعة من الشواطئ، ونفوق كميات كبيرة من الأسماك والاحياء البحرية، دون تحمل اية مسؤولية.

وبحسب مصدر في مؤسسة الموانئ الحكومية، تمتلك شركة «عبر البحار» التابعة لمجموعة العيسي، أكثر من 20 باخرة مخصصةً لنقل الوقود.

ووفقاً لتأكيد المصدر ذاته، فإن غالبية تلك الناقلات والسفن المملوكة لشركة «عبر البحار للملاحة والشحن والتفريغ» متهالكة وانتهت فترة صلاحيتها.

حوادث التلوث البحري باليمن جراء شركة عبر البحار المملوكة للعيسي/ انفوجرافيك: © حلم أخضر

العيسي 2013: تلويث سواحل المكلا

في 10 يوليو/تموز 2013، تعرضت شواطئ المكلا بمحافظة حضرموت شرقي اليمن، لكارثة بيئية جراء تسرب 1,000 طن من المازوت بمياه البحر.

وقد تسببت ناقلة تخزين الوقود الصدئة «شامبيون 1» التابعة لشركة عبر البحار المملوكة للعيسي، بتلويث الشواطئ ومياه البحر بمادة الديزل.

وكانت الناقلة «شامبيون 1» تحمل على متنها 4,700 طن من الديزل، وقد امتدت مساحة التلوث لحوالي 20 كيلومتر من الساحل.

وبلغت الخسائر المعلنة جراء هذه الكارثة البيئية، قرابة 20 مليون دولار، في حين بلغت قيمة التعويضات حوالي 6 ملايين دولار.

وأعفى الرئيس اليمني السابق، عبدربه منصور هادي، الشركة المالكة الناقلة «شامبيون 1» والتابعة لشركة العيسي، من تحمل الخسائر التي سببتها الناقلة.

وأفلت العيسي من العقاب، بعد قيام الرئيس هادي، بتكليف شركة النفط الحكومية، بتحمل الخسائر، بدلاً عن مالك “شامبيون 1”.

الناقلة شامبيون 1 في المكلا/ تصوير: ناصر الكميم

العيسي 2014: تسرب الديزل مجدداً

في 11 يونيو 2014، تسربت -مجدداً- كميات من وقود الديزل من الناقلة «شامبيون 1» في مياه ساحل المكلا بمحافظة حضرموت.

ورغم الكارثة، لم تتخذ السلطات المحلية، أي إجراءات، أو معالجة لموقع التسرب، ولم تقم بأي محاولة لتنظيف الديزل من البحر.

ويشار أن ناقلة «شامبيون 1» المملوكة لشركة (Overseas) التابعة لشركات العيسي، ظلت راسية طيلة عام، بعد تسرب حمولتها في 2013.

التلوث بساحل البريقة عدن من ناقلة ضياء التابعة للعيسي في 2021/الصورة: EPA

باخرة العيسي 2021: تلوث ميناء عدن

في 18 يوليو/تموز 2021، أدت كارثة غرق الباخرة المتهالكة «DIA» المملوكة لشركة العيسي، لتسرب كميات من الديزل في ميناء عدن.

تسببت الكارثة بحدوث تلوث بيئي ما تزال آثاره وتداعياته حتى اليوم. ونفقت كميات من الأسماك بسواحل عدن، ومنها ساحل “الحسوة”.

وأثرت تلك الكارثة على الحياة البحرية، والتنوع البيولوجي، ومصدر دخل العديد من الصيادين المحليين.

وحتى اليوم، تنصلت شركة العيسي من تحمل مسؤولية الكارثة البيئية التي تسببت بها السفينة المتهالكة «DIA»، نتيجة تواطؤ حكومي.

ولم تقم شركة «عبر البحار» المملوكة للمسؤول النافذ، أحمد العيسي، بعمل أية معالجات لتنظيف بقع الزيت في البحر أو السواحل.

وقد أدت الكارثة، لنفوق كميات من الأسماك في سواحل عدن ومنها ساحل “بربرية”، حيث يعتمد الالاف، على الصيد كمصدر للدخل.

كما تسبب انتشار التلوث البحري، وتشتت بقع الزيت باتجاه الساحل، الى التأثير على محميات الأراضي الرطبة في عدن.

تعليقات
Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط
error: Content is protected !!